إن السلام يمثل مصدر الحياة والتعايش السلمي بين الناس جميعهم بغض النظر عن الأشكال والألوان والديانات فهو يخاطب ضمير الإنسان وتعزيز إنسانيته أمام نفسه وأمام البشر أجمع إذا فهو ميزة نادرة ميز الله بها الانسان عن بقية خلقه فجعل الله القلب مصدر للرحمة والتسامح بين الناس .
لقد لفت انتباهي مقطع فيديو رائع متداول على مواقع التواصل الإجتماعي لأشخاص من أصول عربية وآخرين من أصول يهودية يعبر فيه كل من الطرفين عن مدى حبه للإنسان وإن كان مسلما أو كان كافرا لا بل تعدى ذلك للزواج من بعضهم فكانت إحدى النساء ترتدي الحجاب الإسلامي وهي من أصول عربيه وزوجها يرتدي الزي اليهودي وهو من أصول غربية وكل منهم متقبل عقيدة الآخر وديانته .
والسلام هو حفظ الكرامة الإنسانية وتوفير الحياة الكريمة للخلائق أجمع بوجود عمل أو مصلحة مشتركة بين الناس أجمع ترسخ فيها إحترام الآخرين والتمسك بالعدل والمساواة وتوفير الرقى لجميع الأجناس البشرية وغير البشرية .
السلام هو عملة صعبة المنال او بالاحرى هو عملة نادرة لا يجيد التعامل بها إلا من حمل في ضميره الحب والتسامح ، فبهذا يتحقق السلام في ضل وجود العدالة والمساواة وتطبيق القوانين وإحترام حق الآخرين في العيش الكريم ، فبدون ذلك لا يوجد سلام .
فمفهوم السلام قبل الاسلام كانت القبائل الصحراوية هي المسيطرة وخصوصا في شبة الجزيرة العربية فكان البقاء للاقوى والقوي يأكل الضعيف بسبب إنتشار الرذيلة وضطراب في النفوس البشرية ، ولما جاء الإسلام أكد أولا على السلام والعدل والمساواة والتحرر من العبودية وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد الذي وصف نفسه بالسلام وجعله رحمة يتعامل بيها الناس مع بعضهم البعض فجعل في هذا الدين التسامح واحترام حقوق الإنسان في العيش الكريم من الأعمدة التي استند عليها الإسلام منذ ظهوره .
وعلى الرغم من كل هذا التطور والتقدم الحضاري المستمر نجد العالم يعيش في خوف وقلق مستمر خشية من وقوع حرب عالمية جديدة بعد أن بدأت شهابها تتناثر في أغلب الدول العالمية وخصوصا العربية منها ، فأصبح السلام يلفظ انفاسك الأخيرة بفضل التطور العالمي في المجال العسكري والتطور في صناعة الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي وغيره من أدوات الحرب القاتلة فأصبحوا كثيرون أولائك المجرمون الذين انتهكوا حرمة الإنسان وخرقوا القوانين والأنظمة التي نصت على حق الإنسان في العيش بسلام فبدلا من أن يرتقي العالم ويدعوا للسلام والمساواة إلى أن الشراسة والبغضاء ينصاع لها الكثيرون فأصبح انتهاك حقوق الإنسان تجارة تتعامل بها أغلب الدول العالمية بعضها بأسم الحريات وبعضها بأسم الدين وبعضها بأسم الإرهاب والخاسر فيها هو ذلك الإنسان البسيط الذي يبحث فقط على ان يعيش حياته بسلام بين الناس أجمع ..
#الإعلامي_عٌــــبدالرزاق_أحمد 📝
0 التعليقات