الوطن والحكومه وما الفرق بينهما //وكالة العاجل نيوز
مقال:عمر الوليد
كل ما تشاهدوه اليوم من مظاهرات كبيرة عمت الوسط والجنوب ومركزها ساحة التحرير هي افرازات لمنظومة سابقة نتج عنها نهب للثروات والفساد والتعصب الأيدلوجي وبناء الاصنام وبث الطائفية والسياسة الخاطئة والتنافر بين القوميات والحقيقة المرة نحن جزء كبير منها يوم أمس عندما كنا نجعلهم بعد الله ونعلن الحرب بيننا أن مس احدهم بسوء واليوم اعطينا دماء للخلاص منهم هذا ليس تقصير الوطن بحقكم وانما اُسلوب من أساليب الحكومات المتعاقبه علينا ويطلق عليه السياسة الفاشية وهو مصطلح سياسي يشير الى حكومة مستبدة يرأسها نظام دكتاتوري وهي شبيه بالشيوعية بأستثناء أنها تسمح بالملكية الخاصة تحت نظر الدولة وهي تمثل الوجه الرسمي للأعتزاز القومي والتطرف الوطني واستصغار الشعوب والثقافات الاخرى هذا الأمر دفع الشعب ان يتظاهر ويتنافر ويتغرب ويكره الوطن طيلة 16 عشر عاماً وبالتالي هناك فرق كبير بين الوطن والحكومة
هل فعلاً شوارعنا وسخة وعفنة ومتكسره ونظام الدوائر الحكومية المزعجة والروتين الممل للمواطن يدفعنا بالشعور أنَّنا لا نملكُ وطن
إذاً ما السبب .
هذا يرجع إلى سببين
الأوَّل : أنَّنا نخلطُ بين مفهوم الوطن ومفهوم الحكومة، فنعتبرهما واحده
الحكومة هي إدارة سياسية لفترة قصيرة من عمر الوطن ولا حكومة تبقى للأبد
بينما الوطن هو التاريخ والجغرافيا والتراب الذي ضم عظام الأجداد والشجر الذي شرب عرقهم هو الفكر والكتب والعادات والتقاليد
لهذا من حق كل إنسان أن يكره الحكومة ولكن ليس من حقِّه أن يكره الوطن
والمصيبة الأكبر الخلط بين الحكومة والوطن هو أن نعتقد أنَّنا ننتقم من الحكومة إذا أتلفنا الوطن وكأن الوطن للحكومة وليس لنا
ما علاقة الحكومة بالشارع الذي أمشي فيه أنا وأنت وبالمدرسة التي يتعلم فيها إبني وإبنك وبالمستشفى التي تتعالج فيها زوجتي وزوجتك الأشياء ليست مِلك مَن يديرها وإنَّما ملك من يستخدمها
نحن في الحقيقة ننتقمُ من الوطن وليس من الحكومة الحكومات تُعاقبُ بطريقة أُخرى لو كنا نحب الوطن فعلاً
الثَّاني : أنَّ ثقافة الملكية العامة معدومة عندنا حتى نبدو أننا نعاني إنفصاماً ما فالذي يحافظ على نظافة مرحاض بيته هو نفسه الذي يوسخ المرحاض العام والذي يحافظ على الطاولة في البيت هو نفسه الذي يحفر إسمه على مقعد المدرسة والجامعة والأب الذي يريد من ابنه أن يحافظ على النظام في البيت هو نفسه الذي يرفض أن يقف في الطابور بإنتظار دوره والأم التي لا ترضى أن تفوت إبنتها محاضرة واحدة هي نفسها التي تهربُ من الدوام
خلاصة القول :
الحكومة ليست الوطن شئنا هذا أَم أبَينا، ومشاكلنا مع الحكومة لا يحلُّها تخريب الوطن إنَّ الشعب الذي ينتقم من وطنه لأنَّ حكومته سيئة لا يستطع تبديلها بأفضل
ورُقينا لا يُقاس بنظافة حديقة بيتنا وإنَّما بنظافة الحديقة العامَّة بعد جلوسنا فيها
ينبغي ان نتوحد جميعاً بتغيير حكم سيّء عمل لمصلحته بعيداً عن متطلبات الشعب
وخيرُ دليل كلام الله عز وجل ( أن الله لا يغيرُ ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم )
نحن الجزء الأكبر من صناعة الاصنام التي سلبت حق الشعب بدعمنا لهم في الحكومات السابقه والحالية دعوا اصواتكم تصرخ بوجههم بتغيير واقع الحال وندعوا الله سبحانه وتعالى على مااقترفناه بحق الوطن عندها ستبزغ شمس التغيير لنعيش بأمان بعيداً عن المحاصصة المقيته لذلك أدعوا شباب التغيير ان يتحلوا بالصبر ويفسحوا المجال لرئيس الحكومة الجديد كي نعرف ان كان صالح ام طالح الرفض المباشر دون بداية عمل يعطي مؤشر ضدكم بأنكم ضد الدولة ودمائكم بحق الذي رفع السماء اغلى من الحكومة وحكامها لهذا السبب حال بقاءكم لمتابعة عمل الحكومة الجديده التزموا بالسلمية وابتعدوا عن التصعيد حتى بالكلام لنضيق الصف امام المتربصين بنا بالتالي لا صوت يعلى فوقكم فأنتم اصبحتم معادلة صعبة يحسب لها الف حساب أنا مؤمن بأن القادم أفضل لطالما الوطن في قلوبنا والحكومة أمامنا

0 التعليقات