سأدع السنين الماضية جانباً وأتكلم عن عصر العراق الديمقراطي بعد عام ٢٠٠٣ وما الذي أُضيف للبلاد وما الذي سُلب منه بالرغم من كل ذلك الإنفتاح التكنلوجي والثقافي على العالم ونحن نترقب ولادة عام جديد من القرن الحادي والعشرون عصر التطور والإبتكارات التي بُتِرت أقدام العراق أن تطأ ذلك التطور وبفضل من ...؟
بكل تأكيد بفضل الحكومات الفاشلة والمتعاقبة على إدارة دفت الحكم فمنذ عقد ونصف العقد من سلسلة السنين العجاف التي تمر على بلدنا الحبيب لا يزال العراق يكرر نفس الأخطاء من غير دراسة أو علم فمنذ خمسة عشر عاماً وما يزال العراق يتراجع الى أسفل الهاوية خمسة عشر عاماً ولا يزال العراق مصدر عيش ورخاء لأغلب الدول العالمية خمسة عشر عاماً ولا يزال العراق عارياً من الخدمات والإعمار والعيش الكريم خمسة عشر عاماً ولا تزال عيون أطفالنا الأيتام والأم الثكلىٰ تنزف دماً لقساوة الحياة وصعوبة العيش بعد أن فقدوا أبنائهم وآبائهم خمسة عشر عاماً ولا يوجد أي إعتبار للإنسان في العراق الكل يُسلب حقه ،، خمسة عشر عاماً وما يزال العراق يتاهلك والخراب يملأ مدنه وشوارعه ..
حروب وصراعات داخلية وفتن طائفية ومحاصصات حزبية ومذهبية أحزاب متسلطة وتتقاسم الخيرات في ما بينها أنابيب من النفط الخام مخصصة لكبار الساسة والقادة الأمنيين ورجال الدين أموال طائلة ومقدرات شعب تكفي لكي تجعل من كل مواطن عراقي رجل أعمال معروف عالمياً ،، لكن الواقع يكشف لنا الكثير من الفساد وسوء الوضع داخل البلاد وكأن هذا ليس العراق بلد الحضارات وبلد القراءة والكتابة هو يمر بأسوء أيامه وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيره ،، فقد ثرواته فقد شعبه فقد حدوده فقد سيادته لا بل فقد الثقة حتى مع نفسه أمة عربية تطعن به دول أجنبية متسلطة على مقدراته شعب فقير والمتسولون يملؤون شوارعه تكاد تفرحنا أبسط الخدمات وإن قدمت بطريقة ضعيفة ولا تليق بمستوى المشاريع المفترض إنجازها وكما خُطط لها .
كل تلك المعاناة والصراعات أما تكفينا لنغير ذلك الحال المتردي الى متى سوف يدوم ذلك الخراب والأجيال بدأت تنشأ وسط هذه الفوضى والإنفلات ،، العراق هو البلد الوحيد الذي له ماضي أجمل من حاضره ولكن حجم الجهل والإنفلات يجعلنا نقتبس من الماضي الجميل سوى الأفعال السلبية وغيرها فجميعنا أ صبح يتكلم بلغه الطائفية وغيرها فيما جعلنا من حاضرنا أسوء مما أخطئوا فيه أجدادنا فيكفيهم فخراً الثورات التي قاموا بها لتغيير واقعهم ،، فما الذي فعلناه نحن نصفق للفاسدون بحراره ونعدهم خطوطاً حمراء لا يمكن المساس بها ..
ما الذي تغير سابقاً حتى نأمل التغيير في بداية العام الجديد عام ٢٠١٩ ،، وما زالت المشاكل نفسها تبتلع ما بقي من وفرة الحقوق المتاحة والشعب لا يزال غافلاً وكأن الأمر لا يعنيه فهذا الوضع سيبقى وصمة عار مرسوماً على وجوه هذه الأجيال التي واكبت ذلك الوضع ولم تحرك ساكنا لتغييره ...
0 التعليقات