وطن العوز

وطن العوز
نظرات شاحبة وأنفاس متلاحقة  ثياب باليه حزن عميق  دموع بريئة كل ذالك وأكثر شاهدته  امام ناظري
في ملامح تلك الطفلة ذات الظفريتين العابقة في احدى زوايا  ذالك المكان المجهول
فاطمة لا تعرف حتى عمرها تعيش في خيمة على قطعة ارض لم تكن ملك لهم
وعندما تصحوا في الصباح لا تجد مايسد رمقها من جوع فاطمة تنتظر القدر الذي لم يكن يوما ما مليء بشي من الطعام
ولكنه يكون مليء بالحصى التي تغلي في القدر حتى تنام فاطمة وأخوها من شدة التعب والجوع  وكلما تسأل ابيها يقول
لها انتظري ليوم غد ويبقى الحال كما هو قدرا مليء بالحصى وجوعا وتعب لفاطمة وأخيها فاطمة عادة تأكل الخبز فقط
او في بعض الاحيان الخبز والماء عندما جلست مع فاطمة  وأنا اسألها بكيت قلت لها لماذا تبكين  قالت وبصريح العبارة
(ميتة جوع) كان سؤالي التالي لها من اين لكي هذه الملابس  قالت  ( من الوادم )  فاطمة تتمنى ان تدخل المدرسة لكن
بسبب الفقر والعوز لم تستطيع فاطمة تحيق امنيتها  عائلة فاطمة مكونة من 4 افراد هم فاطمة وحسن وأمها وأبيها 
ابيها عاجز عن الحركة لا يستطيع تأمين مصاريف عائلته وأمها غير قادرة على العمل بسبب المرض
كانت كل كلمة تقولها  فاطمة عبارة عن رسالة معبرة تحمل في طياتها ألم  وتعب وعوز وفقر وجوع
وجهتها فاطمة بطريقة تحمل براءة طفل فقد طفولته وهو في عمر الورد.
هذه هي الطفولة العراقيه لم تبقي اي طفولة ولا براءة فهي سرقت من احضان اطفالنا .

بقلم : سيف الدين الابراهيمي